أسباب قبول المرأة لعنف الرجل

{title}
أخبار الأردن -

  الدكتور منير كرادشة

العنف الموجه ضد المرأة؛ يتضمن ممارسات، شرعتها روافد مختلفة، أهمها الثقافة السائدة التي لا تعترف بدور للمرأة إلا زوجة، أو ربّة بيت، أو قناة لإنجاب الأطفال، وهي نظرة تقوم على تأصيل العنف عبر تكريس دونية المرأة، وحصر قيمتها بشرطها الأنثوي ومقدرتها البيولوجية على الخصب والإنجاب. وبصرف النظر عما تكون قد حققته من إنجازات؛ سواء في المجال التعليمي أو الوظيفي؛ ومما زاد من تكريس النظرة إلى المرأة كصيغة ثقافية سيكولوجية مقهورة تميل إلى الخضوع والاستسلام، والنظر إلى الذكر كصيغة ثقافية ذات امتيازات تفضيلية تميل إلى التسلط والإخضاع. 

واستناداً إلى ما تقدم فإنه كثيراً ما ينظر إلى قيم الأنوثة وما تمثلهُ من قدرة على الخصب والإنجاب، من خلال اتجاه أحادي يتمثل في نظرة الذكر إلى الأنثى، وما يترتب على ذلك من محاولات لإخضاع خصوصيتها البيولوجية وقيمها الأنثوية واعتباراتها الثقافية، لقيم الذكورة في المجتمع. 

وما يرفع من صوت العنف القابع خلف الأبواب الموصودة تعاضد خصائص الأفراد الاجتماعية والنفسية المختلفة مع خصائص المحيط الاجتماعي والثقافي من جهة، والشرائع والقوانين المعمول بها من جهة أخرى، بحيث تزيد هذه الخصائص مجتمعة من احتمالية تعميق حدة ظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمع وتبرره، وتزيد من تجذره إلى حدود يصعب معها معالجته أو الحد منه، خاصة وأن أغلب المجتمعات الإنسانية هي من نمط المجتمعات التي تتسم بكونها مجتمعات أبوية يسيطر فيه الرجال على الإناث، وعلى المصادر الاقتصادية والاجتماعية المتاحة في المجتمع، وينظر إليهم بأنهم غير عاطفيين وأنهم عدوانيون، فيما ينظر إلى الإناث على أنهن ضعاف وتابعات وعاطفيات. ومما يعمق ظاهرة العنف في المجتمع أيضا طبيعة وأنماط توزيع السلطة ومصادرها في الأسرة؛ باعتبارها موزعة توزيعاً هرمياً، حيث يقبع الذكور في أعلى الهرم والإناث والأطفال في أسفله، ومن هنا يمكن وصم العنف على أنه ممارسة للسلطة أو القوة الذكورية في المجتمع، لتحقيق السيطرة والتحكم في الأسرة وفي إناثها.

وقد غلب على دراسات العنف الأسري توجهها وبشكل واضح نحو البحث عن السمات والعوامل التي تميز ضحايا العنف عن غيرهم. وقد أشارت الدراسات إلى أن لدى ضحايا العنف خصائص وسمات شخصية يمكن أن تميزهم عن غيرهم، وأن تسهم في زيادة درجة العنف نحوهم أو في تورطهم أو وقوعهم ضحايا للعنف دون غيرهم، وتشمل ما يلي:
1-    لديها تقدير متدن للذات.
2-    تخشى الطلاق، وتفتقد للأمان الاجتماعي.
3-    تعاني من اكتئاب وقلق وتوتر زائد، وتتنازعها أفكار انتحارية.
4-    لديها معتقدات تقليدية بخصوص الأدوار الذكورية (لديها إيمان مطلق بالأدوار الجندرية).
5-    سهلة الانقياد والخضوع والاستسلام للرجل. 
6-    شخصيتها سلبية ولديها شكوك حول قدراتها على مواجهة تحديات الحياة بمفردها.
7-    تعتقد بأن زوجها يضربها لكي تصبح أفضل وأنه يحبها، لذلك تقبل واقع الرجل العنيف وتميل للتقليل من أهمية المشكلة (واقعة العنف).
8-    تتنازعها قيم الشعور بالذنب ومشاعر مختلفة من تأنيب الضمير.
9-    رغبتها بمساعدة الزوج للخروج من أزمته وتقبلها لظروفه، والرغبة في لعب دور كبش الفداء لحماية أسرتها.
10-    الشعور بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب والعزلة.
اعتقادها أن أمنها منحة من الرجل.
1-    اعتقاد المرأة أن حريتها مرهونة بالرجل.
2-    اعتقاد المرأة بأن طموحها يكمن في تحقيق طموح الرجل (وراء كل رجل عظيم امرأة).
3-    اعتقادها بان حياتها في ظل وجود رجل أفضل، من عدمه.
4-    اعتقادها بخرافة تفوق الرجل، وإيمانها بالأدوار الجندرية، واعتقادها بالمواقف والأدوار التقليدية للمرأة في المجتمع.
وتستند معظم التفسيرات السابقة الذكر إلى وهم أساسي وهو أن الرجل يفوق المرأة قوة وذكاء، وبالتالي يحق له التحكم في مصيرها.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير